ملايين الضحايا من كلا الطرفين، اليابان تأبى الإستسلام والخضوع للولايات المتحدة الأمريكية، لذا يأتي القرار الأعظم في التاريخ وهو تلقين اليابان درساً على عنادها وإطلاق أحد الإختبارات النووية على إحدى مدنها، وهي قنبلة نووية تزن أكثر من 4.5 طن وأخذت اسماً هو “ليتيل بوي” أي: الفتى الصغير.
وبعدها بثلاثة أيام يتم إطلاق قنبلة أخرى على مدينة ناكازاكي التي قتل على إثرها أكثر من 75,000 شخص.
في الحقيقة وكما يرى الباحثون والخبراء اليابان كانت تتداعى في ذلك الوقت ولم يكن من اللازم إطلاق قنبلتين عليها لإخضاعها، ولكن عذر الولايات المتحدة الأمريكية كان يتجلى في كون الجندي الياباني عنيد ويجب تلقينه الدرس وكسر عناده.
وفي السادس من أغسطس لعام 1945 وفي تمام الساعة 8:15 صباحاً يتم إطلاق قنبلة الفتى الصغير على وسط مدينة هيروشيما اليابانية الساحلية من على متن طائرة أمريكية تدعى “إينولا غاي”، بقيادة الطيار الكولونيل بول تيبيتس.
كان صباحاً مشمساً ولم تكن هيروشيما هي المدينة المستهدفة بالذات بل كانت ضمن ثلاث مدن محتملة لتجربة القنبلة عليها، ولكن الجو الصافي أوقع الإختيار عليها.
أكثر من 80,000 شخص يقتلون مباشرةً، كما جرح 90,000 آخرون، دمرت القنبلة 90% من مباني هيروشيما.
يصف الناجون المدينة في ذلك الوقت بـ”مدينة الأموات” فقد كانت المدينة تحترق عن بكرة أبيها وكان كل شيء قد تم تدميره والسُكان يمشون وأيديهم تسبقهم ليخففوا الألم من الحروق وتساقط الجلد، مات الكثيرين قبل الإنفجار الفعلي للقنبلة جراء الإشعاعات الضوئية والحرارة العالية التي تم إطلاقها نتيجية تصادم ذرات اليورانيوم المخصب ببعضها، ماتوا حتى دون أن يستوعبوا مالذي يجري، أو بالأصح إختفوا تماماً من الوجود وأصبحوا مجرد رماد ملتصق على جدران المباني.
وقد اختير جسر أيووي وهو واحد من 81 جسرا تربط السبعة أفرع في دلتا نهر أوتا ليكون نقطة الهدف.
وحدد مكان الصفر لأن يكون على ارتفاع 1980 قدما. وفي الساعة الثامنة وخمس عشر دقيقة تم إسقاط القنبلة من إينولا غاي، وقد أخطأت الهدف قليلا وسقطت على بعد 800 قدم منه.
في الساعة الثامنة وست عشر دقيقة وفي مجرد ومضة سريعة كان 66000 قد قتلوا و 69000 قد جرحوا بواسطة التفجير المتكون من 10 آلاف طن.
نعم كانت اليابان تستحق درساً لتستسلم، ولكن ماذنب المدنيين؟ هذا ما لم تجب عنه الولايات المتحدة بوضوح حتى الآن!
نصف قرن فقط كان كافياً لقيام هذه المدينة مرة أخرى وكأن شيئاً لم يكن.
فيلم وثائقي: تاريخ لايُنسى، هيروشيما اليوم التالي. لقناة ناشيونال جيوغرافيك ابو ظبي وقد تم رفعه بواسطة قناة TV14vip على اليوتيوب يوضح مجريات هذه المأساة ومقابلة مع ثلاثة من الناجين.
المصادر: قلمي مع الإستدلال بالأرقام من ويكيبيديا الموسوعة الحرة، قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي.
شذرات 