فنون · أساطير · تاريخ · حضارات · خيال

أطلانتس، القارة المفقودة والحضارة المينوية.

ظهر ذِكر أطلانتس القارة المفقودة لأول مرة في محاورتي تيماوس وكريتياس لأفلاطون.

atlantis___poseidonis_by_erebus74-d2xmhh4.jpg

وقد ذكر الفيلسوف الشهير في محاورته على لسان كريتياس أن سولون أو صولون؛ المشرّع الاغريقي الشهير وأبو الديموقراطية، هو الذي أخبره عن هذه القارة المفقودة نقلًا عن كهنة مصر التي زارها حوالي العام ٦٠٠ ق.م. بعد أن سنّ قوانين تحفظ السلام الأثيني وغادرها لعشر سنوات متجوّلًا بين بلادٍ عديدة منها مصر.

محاورة كريتياس:

سأنقل من محاورة كريتياس مع سقراط وتيماوس وهيرموكراتيس، الجزء الذي تحدث فيه كريتياس عن أطلانتس، وقد تجدونه طويلًا بعض الشيء:

“تسعة آلاف سنة مضت، هي مجموع السنين التي انصرمت منذ الحرب التي قيل أنها حدثت واستعر أوارها بين أولئك الذين سكنوا خارج أعمدة هرقل وجميع الذين قطنوا داخلها.. إن الأرض جهّزت القاطنين هناك بنعمٍ وحريّة؛ في حين أنهم استمروا في بناء وتشييد معابدهم وقصورهم وموانئهم وأحواض سفنهم، ونظّموا البلاد كلها بالطريقة التالية:

أقاموا الجسور فوق المقاطعات البحرية قبل كل شيء فأحاطت بالولايات الأمم الغابرة، مشيّدين طريقًا من القصر الملكي وإليه، وبنوا القصر بالتحديد في مكان سكن الإله وحيث يقطن أسلافهم، والذي استمروا في زخرفته في الأجيال المتعاقبة، وبزًّ كل ملك منهم الملك الآخر الذي قضى قبله إلى أقصى قوّته في ذلك العمل، إلى أن جعلوا هذا البناء معجزة بالنظر لحجمه وجماله. (ويستمر بالوصف التفصيلي لهيكل القصر الملكي).

ثم ينتقل لوصف الينابيع في القصر: “وفي المقام التالي، كانت لديهم ينابيع، أحدها مياهه باردة والآخر مياه حارة تتدفق بغزارة ورشاقة؛ وكان النبعان مهيَّأين للاستعمال بشكل رائع بسبب صفائهما وامتياز مياههما. وبنوا الأبنية حولها وغرسوا الأشجار المناسبة، وصنعوا الأحواض أيضًا، بعضها مكشوف للسماء والبعض الآخر تغظيه السقوف، وذلك كي تستعمل في فصل الشتاء كحمّامات حارة؛ وكانت هناك حمامات للملوك، وحمامات الأشخاص الخاصّين، التي أُبقيت منفصلة. وكانت هناك حمامات منعزلة للنساء، وللأحصنة والقطعان، وأعطوا لكل منها ما كان مناسبًا له من الزينة.

35cf0335-7aa9-44e3-9cfc-90cabd962554.jpg

وكانت هناك العديد من المعابد التي بُنيت وكُرّست للآلهة المتعددة. وبُنيت أيضًا الجنائن وأماكن التمارين الرياضيّة، بعضها للرجال، وبعضها الآخر للأحصنة.”

ينتقل كريتياس ليصف الموانيء والسهل والجيش..الخ بالتفصيل، ثم يذكر طقوس التضحية بالثيران واصطيادها بدون أسلحة للإله بوسيدون.

محاورة تيماوس:

وفي محاورة تيماوس، يأتي ذكر أطلانتس مجددًا على لسان كريتياس أيضًا، المحاورة بين سقراط وتيماوس وهيرموكراتيس وكريتياس، يبدأ كيرتياس بالسرد قائلًا:

“آمل منك أن تستمع لقصة؛ يا سقراط، بل آمل ذلك منكم جميعًا. ورغم أنها قصة غريبة، ولكنها قصة حقيقة بدون ريب. إن صولون صادق وشهد عليها، وهو الذي كان أعقل الحكماء السبعة… قال صولون: هناك في الدلتا المصرية منطقة محددة تدعى سايس، وتسمى المدينة العظيمة بهذا الإسم أيضًا، وهي المدينة التي أتى منها الملك أماسيس، وكانت إلهة المواطنين هناك تدعى نايث، ويؤكد المصريون أنها الآلهة نفسها التي يدعونها الهيلينيون (الإغريق) أثينا. ذهب صولون إلى تلك المدينة الهامة، واستُقبِل هناك بالترحاب والتمجيد العظيمين؛ وسأل كهنتها الذين كانوا الكهنة الأكثر حذقًا في قضايا كهذه تتعلق بالعصور الغابرة. واكتشف أنه لا هو ولا أي شخص من الهيلينيين الآخرين عرفوا شيئًا جديرًا بالتنويه عن الأزمنة القديمة.”

يستمر كريتياس بالسرد على لسان أحد كهنة سايس الذي يوّضح لصولون بأن الأثينيين أمة رضيعة لا تعرف عن تاريخها أكثر مما يعرف الكنهة المصريين عنهم، وذلك بسبب فجوة الكتابة التي حصلت في اليونان خلال الألف الثاني قبل الميلاد..

ثم وبعد ذِكر ما كانت عليه أثينا من قوة وعظمة لا يعرفها أبناؤها أنفسهم، يستمر الكاهن فيقول:

“لقد أظهرت مدينتكم بسالة منقطعة النظير عند تصديها لقوة أطلنطيس، تلك الجزيرة التي كانت قائمة قبالة أعمدة هرقل في المحيط الأطلسي، والتي حاولت غزو مصر وغزو بلادكم، لكن مدينتكم أثينا أوقفت هذه القوة الغازية وهزمتها، ،وردّت الغزاة على أعقابهم خاسرين، وفي يوم واحد وليلة من ليالي السوء، غرق كل رجالك الحربيين في الأرض جميعًا، واختفت أطلنطيس في أعماق البحر بشكل كامل.”

وفي موضع آخر من محاورة تيماوس يأتي وصف أطلانتس على لسان الكاهن المصري كالتالي:

“وتخبرنا هذه التواريخ أن قوة جبارة لا تُغاظ قامت بحملة ضد أوروبا كلها، وهي التي وضعت مدينتنا حدًا لها. إنّ هذه القوة انبثقت من المحيط الأطلسي، لأن المحيط هذا كان صالحًا للملاحة في تلك الأيام؛ وكانت هناك جزيرة قائمة قبالة المضائق التي سميتموها بأعمدة هرقل. إن الجزيرة هذه كانت أوسع من ليبيا وآسيا (لا يعني قارة آسيا التي نعرفها حاليًا) مجتمعتين معًا.. وبعد فقد وجدت في جزيرة أطلنطيس هذه امبراطورية عظيمة ومدهشة حكمت الجزيرة كلها وكذلك الجزائر الأخرى المتعددة، وحكمت أجزاء من القارة عينها. وعلاوة على ذلك فإن رجال أطلنطيس أخضعوا أجزاء من ليبا داخل أعمدة هرقل حتى حدود مصر ومن أوروبا حتى حدود تيرهينيا.”

ويكمل الكاهن بذكر كيف استطاعت أثينا التغلب على هذه القوة العظمى، ثم يستطرد:

“لكن وقعت زلازل عنيفة وفياضانات فيما بعد، وغرق في يوم واحد وليلة من ليالي السوء كل رجالك الحربيين (يقصد الأثينيين) في الأرض جميعًا، وكذلك اختفت أطلنطيس في أعماق البحر. ولهذا السبب فإن البحر متعذر إجتيازه ولا يُنفذ إليه في تلك الأجزاء، لأن هناك وحول ضحلة في الطريق؛ سبّبها انخساف الجزيرة.”

إلى هنا ينتهي ما انتقيته عن محاورات أفلاطون التي تحدث فيها عن أطلانتس، والآن ننتقل للفرضيات التي طُرحت بشأن هذه القارة على مر العصور.

أين هي القارة المفقودة؟

ظهرت فرضيات كثيرة تحدد مواقع لأطلانتس في كل مكان تقريبًا على الكرة الأرضية، وقد افترض بعضهم أنها الجزيرة التي كانت قد رسمت في خريطة كولومبوس ولكنها لم تعد موجودة في الوقت الحاضر.

كما أن بعضهم يؤمن بأنها لا تزال مسكونة تحت البحر!

الجميع يبحث، ولا أحد عثر حتى الآن على دليل قاطع يثبت بأن هذه القصة التي أوردها أفلاطون في محاوراته صحيحة أصلًا، بعض العلماء شطح بهم الخيال بأن قالوا أن هذه الامبراطورية العظيمة كانت هي المعلم لحضارات العالم القديم بما فيها مصر، وشعب المايا، وأنهم من عاونوا المصريين على بناء الأهرامات، واستدلوا برسومات غير منطقية على جدران معبد حورس في أبيدوس بأن هذه الحضارة كانت متطورة لدرجة أن لديها أطباق طائرة وطائرات حربية.

ABYDOS-HELICOPTER-PHOTO
النقوش في المعبد هي في الحقيقة نقشين فوق بعضهما في زمنين مختلفين

وأن فناء هذه الحضارة فجأة كان بسبب التطور الذي وصلت إليه فانقلب السحر على الساحر وضاعت تلك الحضارة بما فيها تحت البحر.

أكثر الفرضيات منطقيةً وأقربها للتصديق تكون تلك التي تربط الحضارة المينوية في جزيرة كريت ببحر إيجه بهذه القارة المفقودة.

الحضارة المينوية في جزيرة كريت:

BronzeAgeGreeceTrans
جزيرة كريت محاطة بمربع أحمر بينما جزيرة ثيرا محاطة بدائرة حمراء.

كانت جزيرة كريت تظهر في قصص وأساطير الاغريق القدماء على أنها موطن لشعب عظيم محب للأسفار البحرية يحكمه ملك يدعى مينوس وهو ابن زيوس من عذراء بشرية تدعى أوروبا، وكان هناك أيضًا في هذه الجزيرة ما يدعى بقصر التيه (اللابيرنث) الذي حبس مينوس فيه مخلوق المينوتور (مخلوق له جسد إنسان ورأس ثور)، وكان قد أجبر الملك مينوس سكان أثينا أن يرسلوا إليه كل عام سبعة شبان وسبعة شابات ليفتك بهم المينوتور انتقامًا لمقتل إبنه أندروجي على يد الأثينيين. تمتد الحكاية طويلًا ولكن هذا ليس المهم هنا.

لم تكن جزيرة كريت ذات أهمية تذكر حتى عام ١٩٠٠ عندما أجرت بعثة بريطانية برئاسة سير آرثر ايفانز حفائر في الجزيرة، وسرعان ما بدأت تظهر تحت معاول البعثة مبان وآثار عظيمة دلت على أن كريت شهدت حضارة راقية منذ حوالي ٤٥٠٠ سنة، وأسمى سير آرثر هذه الحضارة بالحضارة المينوية نسبة إلى الملك الاسطوري مينوس.

Blog-Minoan-Palace-ruins-Crete-Greece-1024x683.jpg

Blog-covered-Minoan-Ruins-Crete-Greece-1024x683

Blog-Minoan-Palace-Ruins-819x1024

ودلت اكتشافات سير آرثر على أن أهل كريت كانوا سادة كل الجزر في بحر ايجه حين كان الاغريق مازالوا شعبًا بربريًا متخلفًا. وتدل الرسوم والأواني الفحارية التي وُجِدت في كنوسوس عاصمة كريت وغيرها من المواقع الأثرية على ولع أبناء الحضارة المينوية بالألوان والأشكال الرقيقة، كما تدل على ملاحظتهم الجادة للطبيعة وحبهم الشديد للحياة. وفي كل مكان يبدو اهتمامهم بالثور واضحًا فعلى سطوح الأواني وقطع الخزف نجد رسومًا لشبان غير مسلحين يقفزون فوق ظهور الثيران أو يتعلقون بظهورها.

Bull-Leaper-Fresco-Knossos-Minoean-Photos

517576617
شبكة تصريف مياه متطورة.

ودلت الأبحاث الأثرية على أن حضارة كريت ازدهرت زهاء ألفي عام متواصلة ولكنها انهارت فجأة واختفت من الوجود حوالي عام ١٥٠٠ أو ١٤٠٠ قبل الميلاد.

وكان أول من أشار إلى وجود أوجه تشابه بين أطلانتس أفلاطون والحضارة المينوية هو البروفيسور فروست أستاذ التاريخ القديم بجامعة الملكة ببلفاست، فقد كتب مقالًا في صحيفة التايمز عام ١٩٠٩ أوضح فيه الحاجة إلى إعادة كتابة تاريخ البحر المتوسط في ضوء اكتشافات كريت، وأضاف قائلًا: “إن الوصف العام لأطلانتس كما قدمه أفلاطون في محاورتيه له مشابهات قوية في الحضارة المينوية إلى حد القول بأن أفلاطون نفسه لم يكن في وسعه اختراع كل هذه الحقائق المتشابهة”.

“إن كلمات أفلاطون تكاد تصف بدقة متناهية المناظر التي نجدها مصورة على الأواني الأثرية الكريتية والتي تمثل مطاردة الثيران والامساك بها بطريقة تختلف عن صيد الثيران في أي مكان آخر فيما يتعلق بنقطة هامة أكدها أفلاطون في حديثه عن أطلانتس وهي عدم استخدام الأسلحة.”

تم رفض نظرية فروست بأكملها ولكن بعد ثلاثين عامًا، انبرى البروفيسور سبيردون ماريناتوس بتقديم أدلة جديدة تؤيد نظرية فروست، حيث اكتشف خلال تنقيباته في امينسوس وهو موقع ميناء قديم مجاور لكنوسوس عاصمة كريت القديمة، اكتشف حفرة مليئة بالخفاف البركاني كما وجد أيضًا دلائل على أن أمواجًا عاتية طغت على الموقع واكتسحت في تراجعها أشياء ضخمة من أماكنها الأصلية، وأعرب عن اعتقاده بأن إنهيار كريت لم يكن بسبب غزاة أتوا من الخارج وإنما يرجع إلى كارثة طبيعية عنيفة حلّت بالجزيرة، وأشار إلى احتمال أن يكون مصدر هذا الخراب هو الجزيرة البركانية الصغيرة المسماة ثيرا.

gr0004b.jpg
جزيرة ثيرا

يقول علماء الجيولوجيا بأن من المحتمل أن يكون لجزيرة ثيرا تاريخ طويل جدًا من الاضطرابات البركانية، ولكن من المؤكد أن الانفجار الذي مزق وسط الجزيرة وقسّمها لثلاثة جزر كان أقوى انفجار بركاني معروف في العالم.

Thera.jpg

في عام ١٨٦٦ (أي قبل اكتشاف سير آرثر لحضارة كريت) حدث انفجار بركاني جديد، وبعد أن هدأ البركان وصل إلى الجزيرة فريق من العلماء لبحث آثاره، وهؤلاء عثروا على الأسوار القديمة التي لفتت أنظار علماء الآثار الفرنسيين، فوصل إلى الجزيرة فريق منهم برئاسة فرديناند فوكيه واستطاعوا اكتشاف جزء من مستوطنة صغيرة يعود تاريخها إلى عصر البرونز، وهكذا كان فوكيه هو أول من قدم أدلة على أن ثيرا تعرضت لانفجار بركاني أثناء عصر البرونز أي فيما بين عامي ٣٠٠٠ و ١٠٠٠ قبل الميلاد.

وفي عام ١٩٥٦ حدث زلزال قوي أدى إلى تمزيق أرضية محجر في الجزيرة الرئيسية ثيرا فانكشفت بذلك أطلال مبان قديمة وعظام بشرية وأسنان وأخشاب محترقة، وقد تم الكشف عن هذه المخلفات بطريقة الكربون-١٤ المشع، فوجِد أن عمرها يبلغ حوالي ٣٥٠٠ سنة، وأجريت اختبارات إضافية عام ١٩٦٧ دلت على أن البركان حدث في وقت مابين عامي ١٥٠٠ و ١٤٥٠ ق.م. وهذا التاريخ يتفق مع الفترة التي انهارت فيها الحضارة المينوية فجأة.

الأرقام لا تقول بكونهما شيئاَ واحدًا:

لكن العقبة هنا أن كريت ليست في المحيط الأطلسي وليست في حجم الجزيرة القارة التي وصفها أفلاطون، ولم تختف تحت أمواج البحر، فكيف نفسر هذا الاختلاف؟

وإذا كانت أطلانتس هناك حقًا فلماذا يضعها أفلاطون بعيدًا في المحيط الأطلسي؟ وإذا كانت أطلانتس قد غرقت على مقربة من الشاطيء الاغريقي فلماذا يجهل الاغريق خبرها ويلتمسونه عند المصريين؟

يقول مؤيدو النظرية أن مثل هذه العقبة من الممكن ازاحتها، فإن كل ماقال أفلاطون عن موقع أطلانتس أنها “تقع خلف أعمده هرقل” ولذا فإن قُرّاءهُ أنفسهم هم الذين سارعوا إلى افتراض أن أطلانتس تقع في المحيط الأطلسي باعتبار أن أعمدة هرقل تعبير كان يطلق على مضيق جبل طارق في زمن أفلاطون، غير أن تعبير “أعمدة هرقل” كما يقول الدكتور جالا نوبولس، كان يطلق أيضًا على جبلين يقعان على الشاطيء الجنوبي لبلاد اليونان، في مواجهة كريت، فإذا كانت قصة أفلاطون تشير إلى هذين الجبلين يصبح من المؤكد تقريبًا أن المينويين هم أنفسهم أهل أطلانتس.

كما يقترح جالا نوبولس أنه لابد أن كانت هناك غلطة عشرية قد زحفت على قصة أطلانتس كما رواها أفلاطون، فقد لاحظ أن كل المقاسات في رواية أفلاطون تتجاوز الرقم ١٠٠٠ إذا قسمت على ١٠ فإنها تتفق مع مقاييس الحضارة المينوية، من حيث المساحة والسكان وغير ذلك. فربما حدث سواء في تسجيل الوثائق المصرية أو الوثائق اليونانية أن اخطيء الرمز الحسابي ١٠٠ وسجل على أنه ١٠٠٠.

وإن كان هذا الخطأ قد حدث فعلًا فإنه لا يفسر فحسب حجم أطلانتس وعدد سكانها وإنما يفسر أيضًا تاريخ دمارها، فإذا ألغينا الصفر الأخير من أرقام أفلاطون نجد أن تاريخ غرق أطلانتس يتفق مع تاريخ انفجار بركان ثيرا وانهيار الحضارة المنيوية فبدلًا من أن يكون ٩٠٠٠ سنة قبل زيارة صولون لمصر يصبح ٩٠٠ سنة فقط، وإذا عرفنا أن رحلة صولون لمصر كانت في حوالي ٦٠٠ ق.م. يكون معنى ذلك أن دمار أطلانتس وقع حوالي عام ١٥٠٠ ق.م. وهذا يتفق مع تاريخ انفجار بركان ثيرا وسقوط حضارة كريت.

 

في النهاية، سواءً وجدت هذه القارة أم لم توجد في الأصل، فهي كانت ولا تزال مادة مثيرة وشيقة ألهمت الكثير من قصص الخيال العلمي، ربما نجدها يومًا ما؟ وربما لن نفعل لأنها غير موجودة.. لا أحد يعلم.

أتمنى أن تكون هذه التدوينة قد أمتعتكم وأفادتكم.

المصادر: كتاب حضارات مفقودة لمحمد العزب موسى، أفلاطون المحاورات الكاملة المجلد الثالث والخامس، كتاب أحلى الأساطير الإغريقية لخليل تادرس، كتاب الإغريق تاريخهم وحضارتهم لسيد الناصري، 1, 23, 4, 5, 6.

أضف تعليق