خيال · طبيعية · علوم

بين اليقظة والنوم، وحالات اللاوعي.

يمر الإنسان العادي من حال اليقظة الى حال النوم، كما يمر من بلدٍ لآخر، بحيث تكون خلاياه إما يقظة أو نائمة.

مع ذلك طورت بعض الحيوانات لضمان حياتها حالات نصف نوم، وهكذا فإن البطة النائمة تضع منقارها أسفل جناحها؛ غير أنها تترك إحدى عينيها خارج الجناح تفتحها لمراقبة محيطها، ومن ثم فنصف واحد من الدماغ هو النائم فقط. أما النصف الآخر من الدماغ فيظل يقظاً يتلقى الصور من العين المفتوحة؛ وهكذا تضمن البطة حماية نفسها من الافتراس.

– لا يوجد لدى الإنسان مرض أو تحوّل يُمكننا من مشاهدة حالات نصف نوم، أي بشق دماغ واحد فقط، بالمقابل فإنه يمر بحالات بين اليقظة والنوم تسمى: حالات منفصلة عن الوعي.

وهي: الجُمدة، السلوك الحلمي، السرنمة، الرعب الليلي والهلوسات النعاسية.

 

 

الجُمدة:

عبارة عن نعاس مفاجيء للعضلات، تشبه فتور النوم، لكن دون أن ينام الدماغ، فالمرضى بمرض جيلينو خلال اليقظة؛ خاصة حينما يضحكون أو يحكون نكتة ما؛ يحدث لهم ارتخاء مفاجئ للعضلات، ويغدو نطقهم للكلمات بطيئاً وغير مفهوم ثم ينهارون وهم في كامل وعيهم، وهذا مايميّز هذه الحالة عن النوبة القلبية والصرع.

السلوك الحلمي:

نقيض للجُمدة تماماً؛ إذ خلال النوم المفارق، حين يكون المرضى مستغرقين في سبات عميق فإن عضلاتهم؛ التي يفترض أن تكون مرتخية تبقى بشكل غريب محافظة على قوة مشابهة لقوتها خلال اليقظة.

ونتيجة لهذا؛ فإن المرضى يعيشون حلمهم في سريرهم، بحيث يقومون بحركات ويتعاركون، وذلك تبعاً لموضوع حلمهم.

– للرضع ملَكتان يفقدانهما بعد بضعة أشهر؛ وهي أنهم يمرون من اليقظة مباشرة للنوم المفارق *وقد ذكرنا استحالتها بالنسبة لنا* والمَلكة الأخرى أنهم يعيشون السلوك الحلمي.

مَلكة: هبة.

السرنمة:

مخالفة شيئاً ما للسلوك الحلمي، بإعتبار أنها تأتي في النوم العميق البطيء لا في النوم المفارق، ولا تكون مصحوبة بذكرى الحلم، بعكس السلوك الحلمي فالنائم قد يسرد حلمه بعد يقظته.

ونلاحظ احتفاظاً غير عادي بالقوة العضلية في الوقت الذي يكون عليها أن تظل ضعيفة في النوم البطيء العميق.

وتكون الحركات اقل تقطعاً وأشد هدوءاً من السلوك الحلمي، فنراه يمشي ويفتح الأبواب ويأكل، بشكل عشوائي وغير متوازن، وعيناه لها نظرات فارغه ويكون مضطرباً، ويصعب إيقاظ المتسرنم، بحيث تكون يقظته مزعجة، ويمكنها أن تكون مصحوبة بأزمة رعب عدوانية. وقد تكون السرنمة وراثية.

الرعب الليلي:

وفيه يستيقظ الشخص فجأة من النوم البطيء العميق مطلقاً صرخة رعب، ويصحب ذلك خفقان وتعرّق شديدين.

وعادة لا يكون الرعب الليلي مصحوباً بذكرى حلم.

الهلوسات النعاسية:

هي ظواهر ذات أهمية بالغة تتعلق بصورة حلمية تأتي المرء وعيونه مفتوحة أو أغلقها للتو، إن هذه الهلوسات الواضحة تفرض نفسها على الشخص، الذي لا يختارها وهو ينعس والتي تختفي حين يركز ذهنه أو يشعل الضوء.

والهلوسة الأكثر اعتياداً  هي تجربة السقوط من الهاوية، وبعض الأشخاص يسمعون أبواباً تصطفق، أو وقع خطوات أو شخصاً ينادي بإسمهم، كما أن الإحساس بحضور كيان للغرفة قد يكون مزعجاً في حال كون الكيان غريب وغير مألوف، وقد تثير هذه الهلوسات رؤى واضحة وغاية في التبلور، كما أن بعض الهلوسات تمس الإحساس بالجسد، وقد تكون الهلوسة مصحوبة بشلل *الجاثوم كما نسميه*.

إن جميع هذه الظواهر العارضه للهلوسة تُلاحظ عند الشخص العادي، عند النعاس أو في اليقظة صباحاً وتزداد حدتها عند الحرمان من النوم أو تناول الأقراص المنومة.

المصدر: كتاب كيف نحلم لإيزابيل أرنولف بتصرف.

رأي واحد على “بين اليقظة والنوم، وحالات اللاوعي.

أضف تعليق